القسم العام

.

اسعد الله اوقاتكم بكل خير..

،

،

ساهي لاهي.. أم لا مبالي..؟

,,,

في خضم صخب الحياة واستفحال ادواتها يزداد تسريب الذاكرة
واستنزاف المشاعر بمقدار انهماكنا في التفاصيل..
تتساقط الاهتمامات وتتبدل..
وبين الجد والهزل خيط رفيع يكاد يتلاشى..
قد يشرد الفكر شروداً يـُغيـِّـب الاحساس عن تصرفاتنا
او تقع عداوة بين العقل والوجدان نفقد معها الادراك بحجم الاحداث..

, ,,, ,

عند اشارة المرور، اخرج صاحب الشاحنه رأسه الاشعث الأغبر (المـُكدش) من النافذه وهزه بعنف ثم اعاده الى قبة الشاحنه وعبث فيه بيده وهرشه وهو يتلفت يمنه ويسره يرمي النظرات بكل ضجر ولكن بعفويه متناهيه.. يبدو انه مرغم على التوغل في المدينه المزدحمه التي حرمته لذة الخطوط السريعه والصحراء الفسيحه.. بمجرد النظر اليه أمدني بجرعة انشراح وارتخاء لتلك البساطه والاريحيه المرتسمه على محياه، ولكني تمنيت من اعماقي ان الاشارة الخضراء اضاءت وانطلقنا قبل ان يهم بحشر اصبعه السبابه في انفه في عملية تنقيب مستميته وكأنه يريد اقتلاع شجره من جذورها.. يالها من عفوية تفوح باللامبالاة!

لو استطعت ان اتصل بصاحب الشاحنه بلوتوثياً
لاستعنت بمصطلحاً معاصراً لم اجد بداً من التعبير به.. وارسلت له: (وش تحس فيه..)
قد يسوقنا الضجر الى التهور وكل فعل اصبح مبرراً تحت طائلة ملأ الفراغ..
وربما يعتقد البعض ان تلكلفة اللهو لا تعدو صرف الوقت بلا حساب
ولكن الواقع يشهد انها قد تتجاوز ذلك وبكثير..

كيف نكبح من لا يروي شغفه للكتابه إلا صفحات بحجم جدران البيوت وحبر قلمه من النوع البخاخ الذي لا يزول حتى يغلي دم صاحب البيت في جوف دماغه غضباً من هول التشويه الذي كسى صدر بيته وقفاه؟؟

يخرج الشاب من بيت اهله ملثماً منتشياً محملاً بعلب الصبغ البخاخه كما ان عقله محملاً بالهواجس، يجول الحارات والزقازيق وصدره يتحرق لبث آهاته وامانيه ومنكراته على جدران البيوت..

"من بعدك يا العنود وقلبي عليل.." ..

"الزعيم ينتظركم.."..

"I love you S H.."..

".. هلالي حتى النخاعه واللي ما يعجبه يحط في فمه رضاعه.."

وهلم جرى من العبارات المتلاطمة المعاني والمغازي..

لا تندهشو...هناك من يجد متعته في المرور على جدران البيوت المصابه بداء "الشخابيط" ليقرأ كل جديد..

, ,,, ,

كم تمنيت لو كان لقلوبنا قــرون استشعار دقيقه كالتي تقبع في راس الصرصار، لا نهايه لطولها نلامس بها من نشاء لنتحسس من حولنا ونستشف افكارهم واحاسيسهم..

في طابور الانتظار في احد البنوك يصطف امامي قرابة العشر أشخاص، دخل زبون كث الشعر ورث الثياب وبكل تجاهل واستهتار تجاوز الطابور بكامله ووقف في المقدمه ثم استدار بكل جرأه، مـرّر عيناه على الطابور كالقائد العسكري ولسان حاله يقول: الويل لمن ينكر فعلي ولو بنظره.. وكلما حاولت ان اومئ له بانه مخطئ رمقني بنظره ملغمه بجميع الاحتمالات فعدت الى ادراجي متمنياً السلامه ونفسي تحدثني.. دعه لعله مستعجل.. لعله مضطر.. ولا ادري! هل انا التمس له العذر من قلبي ام اني مذعور من الشرار المنبعث من عينيه..

لا بد من لفته هنا انه في مجتمعنا الكريم احتقار الآخرين يتساوى في اللفظ والسلوك..
جرح مشاعر الآخرين وايلامهم ليس من اللهو في شيء ولكن عندما يصبح الانسان عديم الاحساس فمن الصعب ان يشعر بالجماجم التي يدهسها والاقفاص الصدريه التي يهشمها تحت قدميه..

سيارتي العزيزه على قلبي وازعجتُ اصحابي باخبارها لدرجة ان بعضهم يناديها بـ "العروسه"، وآخر اذا اخبرته بموعدها مع الوكاله من اجل الصيانه رد متسائلاً: في اي شهر هي؟ (هاهاها) كنايه بمواعيد المرأه الحامل..

المهم ان أحد أبناء جارنا الفاضل اتى على سيارتي العزيزة وخدشها بمسمار من الصدام الى الصدام فهلعت وتألمت وهرعت الى باب اهله لاشتكي.. خرج والده علي محيياً باعلى صوت.. [يا هلا ويا مسهلا].. [اقلط اقلط].. بادرته بجريمة ابنه.. فعاد يحييني .. [اقلط اقلط] .. [اشرب فنجان قهوه].. [اتركهم عنك هاذولا بزران].. [الساعة المباركه.. الله يبارك في هالمسمار اللي جابك لنا]..

بكل بساطه ما تراه كبيراً بحجم الكون يوجد بجوارك من يراه بحجم رأس الدبوس..

, ,,, ,

ويستمر ايقاع الحياه كما نريد نحن ان نقرعه
نعيش بين مد وجزر
وبين الترهات قد تجرف خطانا امواج التشتت...
رغباتنا تملي علينا ان ننساب من اسهل الطرق كالماء المنحدر
من أعلى الجبل... واشباع رغباتنا يتصدر همومنا..

...

ودمتم بود ومحبة

تماموووووووووز

يسلموززززز علي المرورررررررررررز Very Happy

تًحٍ ـيه معٍ ـطٍرٍهْ
مـوٍآأإضيٍع كـمٍ يٍضآهٍـي تٍع ـبٍيـرٍيٍ لٍـهـٍآآ
فٍحٍ ـرٍوٍفٍـيٍ تٍـآآئٍههٍ وٍكَلٍم ـٍآآتٍـيٍ ضٍـآآئٍعٍ ــهٍ
وٍقٍـلٍم ـٍيٍ أإلـٍذٍهـٍبٍيٍ عٍ ـآآجـٍزٍاً عن ألتَع ــبٍـيرٍ عٍنْ جٍم ـآلٍ مـٍوٍآضيٍعٍ كُـٍمٍ
دُمٍ تـمٍ رٍم ـزٍآاً للآبٍـدآعٍ وٍأإلـعٍ ــطـٍآءٍ
وٍآص ـٍلـوٍآ تٍم ـٍيٍزٍكُـمٍ وٍلآتًحٍ ـرٍمـٍوٍنآآ مِنْ جٍ دٍيٍدكم
تقبٍلـوٍآ مـرٍوٍرٍي عـٍلى صًفـٍحآتـكًم أإلـجًم ـٍيلٍه
سَـلآم ـٍي وٍكُـلٍ أإحٍ ـتٍرٍآمـي